همسة:
الأنا تجعلك وحيداً منبوذاً غير مستساغ و تائه تماماً مثل هذه الغيمة المسكينة.
واقع:
كثرة تكرار الأنا تجعل من الشخص فرعوناً لا يرى إلا ما يصنع حتى و إن لم يكنّ ذا قدرة ، الأنا تتجلى بها قذارة النفس و خُبث هواها و بها تضيع دفّة التوجيه ليصبح صاحبها نَكرةً و منبوذ من كل من يعرفه.
يستحق ذلك لأنه اختار أن ألّا يرى إلا نفسه.
فضفضة:
يكبر الإنسان في أعين من يجالس و يُصبح ذا قيمة عندما يتغلب على ذاته و يشارك غيره في ادّق تفاصيل الحياة.
و بالمقابل طبعاً يَصغر و يَتفه و يُسفه شأنه إن وقع حبيس نفسه و طغت عليه الأنا.
مرض الأنا أصبح داء العصر و درب ضَلال حينما سَلكه ثُلّة من الغافلين.
فالحقيقة أنه ليس عيباً أو نقصاً أن تعترف لغيرك بتفوقه و تقدمه عليك.
ليس من العقل أن تكون أنت بطل العرض و نجم التذاكر و محبوب العالمين لمجرد أن نفسك اوهمتك ذلك.
النفس تهوى الغرور و تحب دهاليزه و مستنقعاته و تعشق التكبّر و التجبر و الطغيان و هذا تالله لا يشبع رغبتها أبداً!
الأنا تجعل منك عالة و وبال و جرثومة تهتك و تعصف بمن حولك.
الأنا تقودك لـ جنون العظمة و تمجيد الذات.
الأنا درب التسويف و التقاعس و الإنتقاص من الجديد و المفيد.
الأنا هي من جعلت أخ يقتل أخاه و يحمل أثام كُل بني آدم من بعده.
الأنا تحلل لـ صاحبها ممتلكات و مستحقات غيره.
فالأنا ممهد للحسد و الحِقد و كره الغير و تمني زوال النعم.
الأنا تهيئ للنفس الدناءة و الخبث و تزين لها كل المساوئ و عليك تسمية ما شئت.
الآن لا تكن سوداوي لكن استجمع قِواك و تخيل لو أن عاماً ذهب سُدىً من عُمرك و الأنا هي من يقودك و يحركك؟
فالأنا ممهد للحسد و الحِقد و كره الغير و تمني زوال النعم.
الأنا تهيئ للنفس الدناءة و الخبث و تزين لها كل المساوئ و عليك تسمية ما شئت.
الآن لا تكن سوداوي لكن استجمع قِواك و تخيل لو أن عاماً ذهب سُدىً من عُمرك و الأنا هي من يقودك و يحركك؟
صِدقاً ؛ من عَرف الأنا حق المعرفة توخى الحذر و جهّز نفسه و استتر.
الأنا ليست بخفاء أنها عيب من عيوب جوف الإنسان و قد تظهر في كثير.
لكن الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تضعها نُصب عينيك ؛ أنك لست بحاجه أن تكون شيئاً مميزاً كي تكون مقبول الوجود بين عوام الخلق.
يكفي أن تكون بشوشاً و تشارك غيرك يومك و تفاصيله البسيطة.
طُرفة ، جملة ، معلومة ، كلمة أو إبتسامة على الأقل.
و الأخيرة صدقة و عربون مودة.
ماذا يريد الناس منك غير الإبتسامة و حُسن المَعشر؟
خِتام:
النفس تتعفن بوجود الأنا و تُصبح لا تنصر الحق و لا تُزهق الباطل.
إن أحسن الناس إليك و جعلوك ما تريد أحسنت لهم و إن لم تَلقْ إهتماماً و وجاهه عدت عبوساً شاحباً نَكداً و أسأت لهم أيّ ما إساءة.
من باب النُصح ؛ لا تتبع خطوات الشيطان و لا تكن نفسك مغرورة بذاتها ، و اجعل ما تصنع درباً لتهذيب ذاتك و احفظ نفسك من نفسك و صنّ أدابها تسلم ما عِشت.
تقبل النُصح و اصفح و اعفْ و لا تمش في الأرض مرحا و تختال و أنت فخور كما أخبر الله -سبحانه و تعالى- على لسان لُقمان لإبنه.
و خالق الناس بما تريد أن ترى و تلطّف و اعطف و ارحم ، تُرحم و تسعد و يستساغ وجودك.
و خالق الناس بما تريد أن ترى و تلطّف و اعطف و ارحم ، تُرحم و تسعد و يستساغ وجودك.
كن حكيماً ذا لُب ؛ سليم القلب ، سلس المَعشر ، بشوش الوجه و طيب النفس يعود عليك ذلك بما ترى ممن تعاشر و تجالس.
و لا تنسى أن تتقرب إلى ربك كي يكن لك معين و نصير و ظهير.
تذكر أن الأنا طريق الضلال.و لا تنسى أن تتقرب إلى ربك كي يكن لك معين و نصير و ظهير.
[سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلّا أنت ، استغفرك و أتوب إليك.]
نايف العيسى
٢٠١٧/يوليو/٢٠
تعليقات
إرسال تعليق