الوداع اقترب اليوم، يوماً آخر
تعجز الأحرف عن ترتيب نفسها لتشكل الكلمات المناسبة لوصف ما بداخلي و لكن اعتزمت أن اترجم هذه المشاعر إلى نص مقروء.
الفراق و الوداع بينهم حاجز ارّق من القطمير و ادّق من الفتيل، لا تخشى أن تمارس طقوس الوداع؛ تنهض و تودع من تحب و تذكره بدعوه و تستودعه الله، أما طقوس الفراق هي ليست لك! الرحيل دون سابق إنذار و اجتذار كل ما زرعته خلال تواجدك في هذا المكان او هذا الشخص سيكون له ثمنه سواءاً إن اخترت دفعه او جعلت غيرك يدفعه!
يهزمني ذلك الشخص الذي يظهر لي أن ما امارسه من طقوس تبيّن أنّي استعد للفراق و كأن محاولاتي الحثيثة لوداعه باءت بالفشل.
يا ليته يعلم أن:
لكل شروق غروب
و لكل بدايه نهايه
و لكل تمام نُقصان
و مصير كُل حيٍ الموت
تأسرنا الذكرى و يغلبنا الشوق
نتعثر بالعابرين و نتعلّق بالمغادرين
نخشى الوداع و نهاب الصمت
نرتب الكلمات تارة
تهزمنا الظروف في أخرى
وهله .. فينه
سحرٌ دجاه مستطير
و ضحىً منير
ابكِ يا بني و لا تخف لوم اللائمين
عشت دهراً هنا
و وضعت في كل زاوية ذكرى لا تنسى
دع الدمع يسيل على خدّيك لا توقفه
لا تكبته .. لا تتحامل على نفسك
الوداع اقترب اليوم، يوماً آخر
الغد ايضاً سيقتص منك بعض الوقت
الان افرد اوراقك و تأنى يا فتى
اكتب ما شئت أن يبقى ذكرى عنك
ثم اطو الصحف و جفف الحبر و القلم
يعز عليك الوداع؟ اخشى أنّك تتمنى لو تعلمت
أن تودّع من تحب كما يجب
لا بأس! تذكر أنه وداع و ليس فراق
لا بأس! قد يكون طويلاً مملاً متعباً
فقط تذكر أن لكل بدايه نهايه
و كما أن الوداع مضنِّ و لهُ بدايه اقتربت
تذكر أن لهُ نهايه بعد حين
يقول أبو البقاء الرندي
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ
مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد
ولا يدوم على حالٍ لها شان
كما أن لتواجدنا بدايه لابد من نهايه
فالتمام يغشاه النقص بعد حين
والحضور يعقبه الغياب
يكفي أن تجعل مرورك و ذكراك طيبه
مره أخرى اقول لك
لا بأس! تذكر أنه وداع و ليس فراق
لا بأس! قد يكون طويلاً مملاً متعباً
فقط تذكر أن لكل بدايه نهايه
تعليقات
إرسال تعليق