التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لعلّه خير...

لعلّه خير...

قصه واقعيه:

حدث يوماً ما أن ضاقت بي الدنيا بما رحبت و وسعت و لكنّ كنت اكرر بداخلي "لعلّه خير".
كنت اكررها لنفسي ، لعقلي ، لمن حولي، كانت كالبلسم الذي
يجعلني اتقدم للإمام رغم أني اسير وقتها عكس التيار.
تفائلت خيراً و جعلت من الصبر عاده و عباده كانت ليالي قاسيه و صباحيات اقسى ، عشت مرارتها انتظاراً لغدٍ افضل يحمل اخباراً تسر السامعين.
بالمختصر و هنا سأكتب بلغه سَهله لكي لا تتملل منّى؛ توجهي للابتعاث دون ما حصدت في الداخل من فُرص عظيمه للدراسه و تعب سنه كامله على اللغه و حينها الحمدلله حققت درجات تخولني لبداية مسيرتي الأكاديميه و ما كان يُستعظم في عينيأن قبول الجامعه النهائي معي و التفكير كُله منصب على "متى ابدأ" ، لكن شاء الله و قدّر بتعثر مفاجي للأمور و حتى أنها حينها وصلت لطريق مسدود.
نعم تعثر لكن بداخله خيره و هو من يعلم الغيب و أنا بشر ضعيف لا أعلم.
نعم كنت اردد بداخلي "لعلّه خير"! لكن لم أمنع نفسي المتعطشه للهدوء من الذهاب و خوض الحروب لأجل فقط أن استقر في المكان الذي اردت ، يصدف أنّى لم اكن أعلم أن إلهي أراد لي أفضل من ذلك.
بعد ما يقارب سبعة أشهر من الكر و الفر؛ بزغ نور وضّاء و كأنه يقول أنا طريقك! أنا نصيبك يا ابن آدم! والله إنّ ما حاولت تَتمه فيما مضى تم في غضون شهر! و الأجمل عدت للديار التي لم أكن أحلم بالعوده لها و الخيره أتت جنوب مدينتي التي أردت كي تكون شمالاً عني و تأتيني نسماتها ، فعلاً "لعلّه خير".

تفكر:

دينياً؛ الايمان بالقدر خيره و شرّه من أركان الإيمان التي يربينا الإسلام على جعلها نُصب أعيننا في كُل أمور حياتنا ، و هذا ما قد يخفف علينا بعض أقدارنا التي يُخيل لنا عقلنا البسيط أنها سيئه. نعم! عقلنا البسيط قد يغالبنا بحُكمه المنطلق من قلقنا و ضعفنا و قلة حيلتنا.
ألم تسأل نفسك حين انجلاء احد غمومك؛ ما الذي أنهاه؟ ما الذي تغير و جعله يذهب أدراج الرياح؟ ما الذي جعله لا يساوي مثقال ذره في نظرك بعد أن كان يؤرق مضجعك؟ هل فكرت أن ما يحدث هو حكمه من ربك لتيسير أمور غيبيه لا تعلمها أنت؟
حينما اعود بالذاكره إلى أمور كثير قضّت مضجعي و سجنتني في دهاليزها و أرّقت تفكيري و كيف تحولت بعد ذلك لدرب سالك ما كنت أعلمه ، اؤمن أني كنت بحاجه لترديد "لعلّه خير" التي هي عبارة من كلمتين قد يظهر فيها من البساطه الشيء الكثير لكن فعلياً هي معنى أن تتوكل على من سمّى نفسه المدبّر. ألا يكفيك ذلك يا بني آدم؟

خلاصه:

تعلمت أن تفائلي بالله بأنه هو حسبي و نِعم الوكيل حقاً ما كان يجبر قلبي وهو ما يجب أن تجبل نفسك عليه لأن الخير في كل أمر هو المُسلّم به بإذن الله ، و في موقفي هذا استذكر كلمات نبينا محمد -صلى الله عليه و سلم- للغلام حينها عبدالله بن عباس كانت شافيه وافيه و استشهد منها بقوله: ((...إذا استعنت فاستعن بالله...)).
نعم استعن بالله يا صديقي! نعم توجّه لله! نعم ثِق بالله! أليس الله هو المعين؟ الوكيل؟ الناصر؟


[سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلّا أنت ، استغفرك و أتوب إليك.]

نايف العيسى
٢٠١٧/مايو/٢٤

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأنا طريق الضَلال..

الأنا طريق الضَلال .. همسة : الأنا تجعلك وحيداً منبوذاً غير مستساغ و تائه تماماً مثل هذه الغيمة المسكينة. واقع: كثرة تكرار الأنا تجعل   من الشخص فرعوناً لا يرى إلا ما يصنع حتى و إن لم يكنّ ذا قدرة ، الأنا تتجلى بها قذارة النفس و خُبث هواها و بها تضيع دفّة التوجيه ليصبح صاحبها نَكرةً و منبوذ من كل من يعرفه . يستحق ذلك لأنه اختار أن ألّا يرى إلا   نفسه . فضفضة : يكبر الإنسان في أعين من يجالس و يُصبح ذا قيمة عندما يتغلب على ذاته و يشارك غيره في ادّق تفاصيل الحياة . و بالمقابل طبعاً يَصغر و يَتفه و يُسفه شأنه إن وقع حبيس نفسه و طغت عليه الأنا . مرض الأنا أصبح داء العصر و درب ضَلال حينما سَلكه ثُلّة من الغافلين . فالحقيقة أنه ليس عيباً أو نقصاً أن تعترف لغيرك   بتفوقه   و تقدمه عليك . ليس من العقل أن تكون أنت بطل العرض و نجم التذاكر و محبوب العالمين لمجرد أن نفسك اوهمتك ذلك . النفس تهوى الغرور و تحب دهاليزه و مس...

لو أن لي كرّه!! 💔

لو أن لي كرّه!! 💔 واقع: تأكد أن الندم و الحسرة في هذه الحياة الفانية ستزور قلبك ملايين المرات و لأسباب مختلفة شئت أمْ أبيت. قِصة و موقف: تأثرت حقاً عند سماع حسرة أب كسير مُثقل بالدموع عن فقد إبنه الذي لم يخبره بما يُحسّ حقاً تِجاه ما يفعله. كيف ذلك؟ دعني أسرد لك تفاصيل هذا الموقف بإيجاز شديد. بينما كان يعمل الأب في السِلك العسكري رأي ما يُرى من كَبد و جَلد فتمنى لـ إبنه أن يكون من طلبة العلم و مرتادي الجامعات لا أن يسلك طريقه و يمر بنفس ما مر به. تمر الأيام و يتقاعد الأب و يتفاجأ برغبة إبنه التي كانت تأخذه لطريق أباه بمواصلة الذود عن أراضي وطننا الغالي ؛ كان الأب يُظهر لإبنه عدم تقبله بقراره هذا. ذهب الإبن و مرت الأيام و كُلُّف في مهمة كانت من أطهر ما يفعل إنسان في حياته ؛ كان قد اختير للذهاب لجنوب المملكة لخوض الحرب في سبيل أمان الحرمين الشريفين و عامة المسلمين في هذا البلد الأمين بإذن الله. بعد فترة ليست بالبعيدة يصادف أن يستشهد الإبن و ينال ما سعى إليه من عز و شرف و منزلة في سبيل إعلاء كلمة "لا إله إلا الله" ؛ و هاهنا وُضع خط اللاعودة بين الأب...